Thursday, December 23, 2010

الحلقة السادسة .. ضياع اللغة ,, ضياع الهوية العربية

كتبت هذه الحلقة : داليا طلعت
ضيف الشرف : قط و أسد

لو تأملنا لوجدنا أن قصة الضياع هذه من أغرب القصص التي يمكن أن تسمعها في حياتك . فهذه القصة تحكي أسباب ضياع اللغة  الذي حدث لمجتمعنا العربي , أو الذي أصبح ... " فرانكو عربي " ,, و اليكم تفاصيل القصة :

في قلب الغابات و البراري الواسعة حيث الخيرات الكثيرة و جمال الطبيعة الخلاب , الذي تراه متمثلا في روح الحرية والانطلاق السائد , فلا فقر يخشاه الحيوان , و لا رشاوى يأخذها , و لا ظلم يقترفه على أخيه الحيوان من نفس سلالته , و لا حريق , و لا انهيار , و لا فساد ,,,كل ذلك لا تراه في مثل هذا العالم الرائع , فلا ترى غير الحرية  و العزّة  و الحب .... تلك كان حال الدول العربية منذ أوائل الخمسينات و حتى أواخر الستينات .. و في ظل هذا الجو الطبيعي الساحر , خرج " أسد " يزأر من عرينه ( المقصود به جمال عبد الناصر ناطقا باللغة العربية و مهتما بها في مجال التعليم ) تاركا أشباله الصغار في العرين ليبحث لهم عن الطعام و يوفر لهم الحياة الكريمة ,, أخذ الأسد يزأر و يزأر في البراري مناديا على كافة أسود الغابة ( حكام المنطقة العربية ) ليتعاونوا جميعا ضد " قطط الشيراز " ( اسرائيل و امريكا ) - و هي سلالة من القطط البدينة المدللة اذ كانت لا تهتم الا بأن تلتهم الأخضر و اليابس على هذة الغابة - قائلا : ( أيتها الأسود !! جميعنا يعلم أن قطط الشيراز هم ألّد أعدائنا و يحاولون القضاء علينا نحن الأسود , و يريدون أن يسكنوا غابتنا تلك بأي شكل من الأشكال , لذا علينا أن نتحد ضدهم و أن نتمسك بغابتنا , فهم ليسوا بالعدّو السهل اذ نجحوا في الاستيلاء على غابتنا قديما , و لكننا استطعنا أن نطردهم منها . لذا ,, فلا تتركوا لهم الفرصة , ولنأخذ جميعا موقفا موحّدا , و لنعلّم أشبالنا الصغار أن يتمسّكوا بغابتهم العزيزة )
و بينما هو ذاك ,, اقتحمت تلك القطط الغابة و حاربوا ذلك الأسد و انتصروا عليه , و احتلّوا أجزاء من الغابة .... فتوعّد لهم الأسد و قرر أن يحاربهم و يسترد أجزاء الغابة المحتلّة ... و لكن ,, مات الأسد قبل أن يثأر منهم ,, الا أن استطاع ابنه الأكبر أن يهزم القطط و يسترد الغابة
و هكذا ,,, انتصر الأسد على قطط الشيراز , و عاشت الغابة جميعها بسلام , ماعدا جزء واحد منها لم ينجح أي أسد حتى الان في تحريره " فلسطين " ,, و لكن , حدث ما لم يصدقه عقل ....
أخذت أشبال الأسد الابن تلاحظ ما تفعله تلك القطط من تصرفات و مظاهر حياتهم ,, فأعجبوا باخضرار عيونهم , و بياض بشراتهم , و طريقة تدليلهم و استرخائهم , و تأثروا برقصاتهم الغريبة و تحررهم . فهم معتادون على حياة الشقاء و الزئير في كل مكان , و معتادون على البشرة البنيّة المميزة التي و كأنها تلونت بلون الشمس الحارقة .
فأحبّ الأشبال أن يقلدوهم , فوضعوا العدسات اللاصقة حتى يشبهوهم , و بيضوا لون جلدهم  و شيئا فشيئا ,, تحرروا مثلهم و قلّدوا رقصاتهم العجيبة المدللة و طرق غنائهم .. و ظل الأشبال يقلدون هذه القطط حتى بلغوا أشدهم و أصبحوا أسودا .. و لكن ,, كان الأسد منهم أشبه بقطّ كبير , لا تكاد تصدّق أنه أسد الا من زئيره
و ذات مرّة ,, استيقظت تلك الأسود القطط من نومها لتخرج الى البراري و تزأر في وجه الفريسة لتصطادها ,, الا أن وجدت نفسها تموء , و تصدر صوت نواء القطط ,, كلما تحاول أن تزأر تجد نفسها تموء .. فضحكت الفريسة منهم قائلة : ( اذهبي ايتها القطط الكبيرة من هنا ,, لم أعد أهابك فلم أرى لك هوية بعد الان )
وهكذا ,,,, ضاع الزئير ,, و ضاعت اللغة العربية بعد أن أصبحنا ..... عرب أجانب , لا نكتب بالعربية و لا نتحدّث بها و لا حتى نسعى لأن نتعلمها ,, و كأنها عار علينا .. نداء الى العرب : " ان لم يكن لك لغة مميزة تتمسك بها , فاعلم أن ليس لك هوية مميزة "
قال تعالى : " ومن اياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف السنتكم و ألوانكم "

No comments:

Post a Comment