Thursday, November 11, 2010

الحلقة الثالثة ... ضياع المياه .. ضياع الازدهار


كتبت هذه الحلقة : داليا طلعت
ضيف الشرف : فرعون يحتضر



قد لاحظت في تاريخ مصر كله - منذ أيام الفراعنة و حتى الاّن -, أن " مصر بخير ,, طالما نيلها بخير "... فليست المصانع أو المدافع , أو المحطات الكهربائية او النووية , أو السينما , أو المسرح , أو الاعلام هو الدليل على ازدهار البلد .. انما الدليل الأساسى على الازدهار هو " نهر النيل "
فلا يمكن أن تقول على مصر " دولة مزدهرة " ,, طالما تفتح الصنبور و تجد مياه الشرب .. ملوثة , أو تجدها مختلطة بمياه الصرف الصحي , أو لا تجدها أصلا ... فما تغني عنا المصانع و المدافع و المباني و السينما و الاعلام اّنذاك ؟؟؟
و لاحظت أيضا أن هذا النيل العظيم ,, قد تحول من مظهر من مظاهر ( الازدهار و الرخاء و النماء ) الي مظهر من مظاهر ( الحب و الرومانسية ) على الكورنيش

فتخيل معي أن فرعون من الفراعنة القدماء أثناء احتضاره , قد استدعى ملك من ملوك هذا الزمان
فعندما أتى اليه ,, أعطاه الفرعون برميلا مليئ بالمياه قائلا : " خذ هذا البرميل -نهر النيل-.. أوصيك أن تحافظ عليه .. و أن توزعه على أهلك بالتساوي .. فقد ورثته عن أجدادي .. وهاأنا أعطيك اياه ." فأخذ البرميل و نظر اليه ,, فاذا به أية من اّيات الجمال و الروعة على و جه الأرض

و بمجرد أن عاد الملك بالبرميل الى بيته ,, وكله  الى رجل -ليس بأهل ثقة- ليوزعه على أهل بيته بالتساوي
فلم يكن من هذا الرجل الا انه أساء التوزيع
فهؤلاء لا تنقطع عنهم مياه البرميل .. و هؤلاء لا تصل اليهم المياه أصلا - الا قليل - ... و هؤلاء تصل اليهم المياه ,, ملوثة

فأما الذين لا تنقطع عنهم المياه ,,, فقد أضاعوها ... فمنهم " عم محمد العطار " الذي يرش نصيبه من " المياه " أمام المحل قال ايييه ... طراوة
و منهم " أحمد " الشاب الجامعي الذي يفتح الصنبور ليغسل يده ,, ثم يطير الى جامعته بدون أن يغلقه
و منهم " داليا طلعت " ,, الفتاة التي تشرب نصف كوب المياه و ترمي باقي الكوب على الأرض
و كأن مياه النيل أصبحت وباءا يجب التخلص منه
و هكذا ,,, ضاع جزءا كبيرا من البرميل  ... أما عن باقي البرميل ,, فقد فوجئ الملك بملوك اّخرين يريدون تقاسمه معهم .. فما العمل اذن ؟؟
لا حل سوى ,,, المفاوضات

The Wonders of The Nile (Amazing Video!)

The River Nile - Cairo - Egypt

الحلقة الثانية .... ضياع الأخلاق .. ضياع الالتزام الديني .. ضياع الوحدة الوطنية

كتبت هذه الحلقة: داليا طلعت
ضيف الشرف: سعد زغلول

و قد تعمدت أن أجمعهم معا ,, لأن كل منهم نتيجة للأخر ... و لو تأملتها ببعد نظر ,, تجد أنه 
لايمكن لأي انسان أن يأخذ "الدين" بلا "أخلاق"-يتعامل بها مع الناس- ,, أو أن يأخذ "الأخلاق" بلا "دين"-يحكم أخلاقه و عباداته-... و اذا تحققت هذه المعادلة ,, ساد المعروف و الاحسان بين الناس جميعا , مسلمين وغير المسلمين
و عندئذ ,, تتحقق ( الوحدة الوطنية) ... و العكس صحيح
و هذه المعادلة هي مجرد تعبير عن ترابط خيوط يدور في ذهني
و أستأذنكم أن أحكي لكم قصة الضياع هذه - من وجهة نظري

هي قصة بيت خرب (مصر) ... كانت تملؤه الفئران و الصراصير و الثعابين و الحشرات الضارة ( الفساد و الاحتلال) ,, قائم على
عمودين ( الاسلام و المسيحية) يكادان أن يتهدما سبب هذه الحشرات المؤذية
الا أن جاء رجل يسمى " عم سعد" ,, نظر الى البيت و أدرك أن اصلاحه يجب أن بيدأ من" العمودين" ... فأرسل الى النجارين (رجال الدين) الذين استطاعوا أن يقيموه ... أما الفئران و الحشرات ,, فقد أخذت وقتا طويلا حتى انكشحت عن هذا البيت و تخلصنا منها
و هكذا,, لم يفعل " عم سعد" مثل ما فعل من كان قبله ( عم "أحمد" و عم" مصطفى" وعم "محمد") ,, فقد كانوا يعقدون بطرد الحشرات أولا
و بالطبع ,, لم يكن "عم سعد" وحده هو الذي أعاد بناء البيت من جديد .. انما هو مجرد أنه أصلح العمودين -من وجهة نظري- .. الا أن جاء بعده رجالا طهروا البيت ,, و أقاموا فيه أبهج الزينات , و أرقى الديكورات ( الاّثار) و أجود الأجهزة ( المصانع) , و زرعوا الحدائق ( الاصلاح الزراعي) و أقاموا النافورات ( السدود) , و أضيئت المصابيح , و أقيمت الحفلات ,و دوى صوت الغناء الراقي عاليا( أم كلثوم و عبد الحليم ... وغيرهم
و كانت حقا أيام عز
و شيئا فشيئا ,,, أهملت الحدائق , و تعطلت النافورات , و تكسرت الديكورات , و بيعت الأجهزة , و أطفئت المصابيح ( لتوفير الكهرباء) , و تراجع الغناء الراقي , و حل محله الغناء المبتذل الذي أجلب الحشرات و الصراصير( الجهل و الفقر) , وهي تعمل الاّن على هدم العمودين
كل هذا بسبب ,, ضياع الأخلاق و الأمانة و المسئولية
فالحل الاّن هو ,, أن يبدأ كل منا بنفسه .. بدلا من أن يهدم العمودين
و نرجع الى عم سعد

الحلقة الاولى , ضياع القلم.. ضياع الفكر ...ضياع الابداع

كتبت هذه الحلقة: داليا طلعت
ضيف الشرف: توفيق الحكيم

انتهى عصر القلم ... و بدأ زمن القدم
كلمات قالها الكاتب الراحل توفيق الحكيم عندما قرأ ان بعض لاعبي كرة القدم دور العشرينات يقبضون ملايين الجنيهات فقال حينها:" انتهى زمن القلم و بدأ زمن القدم ... لقد اخذ هذا الاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون " ,فأنا أتصور الاّن جلسة مناقشة أو جدل بين "القلم"-و يعبر عن الثقافة و الفكر و الابداع  و" الكرة" - و تعبر عن .... لا ادري ماذا أقول- ولو كنت بارعة في الشعر لصغت هذا الحوار في أبيات منظمة  ,, ولكن استمعوا لها و احكموا عليها

 يأتي " القلم" في أول الجلسة و قد بدا عليه علامات الحزن و الأسى بعد ما نظر حوله فوجد الناس لايلقون له بالا . فصد الى منصة الحوار و سحب كرسي و جلس عليه بهدوء وهو ينظر حوله متأثرا  ثم طأطأ رأسهفي الأرض .... و بعد برهة انقلبت ساحة الحوار بالضجيج  والهتاف و الورود, فيرفع رأسه فاذا به
يرى " الكرة" قد أتت , فيحييها الناس بحرارةو يحملونها على الأعناق و يغني لها المطربون و يرقص لها الراقصون حتى اجلسوها على كرسي المنصة..... فيشعر القلم بخزي و احباط شديد
يطرق الحكم بالمطرقة .. فيهدأ الضجيج ... و يتوقف الهتاف
و تبدأ المناقشة

تنظر " الكرة" الى القلم في ثقة -لا في غرور - قائلة: انا أول ما يرفع راية الوطن في هذا الزمن
فيرد عليها "القلم" : و أنا أول ما خلق على وجه الأرض قبل أي زمن
لم تعرف الكرة و قتها بم تججيب , فتنظر للناس و تقول : أنا يحبني الناس .... فهل يحبونك الناس؟؟
 أنا يكرمني الناس ... فهل يكرمونك؟؟؟
يرد عليها " القلم" فبقول: يكرمني رب الناس ....الناس ليسوا مقياسا ... فهم أحيانا لايعرفون مصلحتهم
قولي لي ...كيف ترفعين راية الوطن - كما قلتي؟
فتجيب الكرة : عندما أفوز في المباراة أكون قد حققت النصر
فيسألها "القلم": فقط؟؟   فتقول : فقط
فيقول قلمنا : أما أنا فأرفع الوطن بكتاباتي و ابداعي , فتنتشر الثقافة بين الناس و أجعل منهم علماء و مفكرين و ذوي عقليات ناضجة ... أتذكرين أيام مصر الفرعونية ؟ ... ما الذي رفعها و صنع لها الحضارة .. " العلم" أم " الرياضة" ..انتي لستي الا رياضة - مفيدة أحيانا و مسلية أحيانا-  و لكن لا يجب أن يضعك الناس في أكبر من هذا الموضع ... يتعارك الناس , و تتعارك الدول , وتتعارك الشعوب من أجلك

فيطرق الحكم بالمطرقة لتنتهي المناقشة ولكن .... بالرغم من كل هذا لم يتأثر الناس بكلام " القلم" و ظلوا يهللون ل" الكرة" و يهتفون لها
فانزعج القلم بشدة ورفع يده الى السماء شاكيا ( يا رب أ شكوا اليك هواني على الناس) ثم انسحب من المنصة و نظر وراءه قائلا
سوف أرحل عن هذا البلد ... و لن أعود
و هكذا ضاع القلم لسنوات دون أن يشعر به الناس فقد كانوا منشغلين ب""الكرة" و"المسلسلات" و الكلام الفاضي
فساعدونا لنجده