Thursday, November 11, 2010

الحلقة الاولى , ضياع القلم.. ضياع الفكر ...ضياع الابداع

كتبت هذه الحلقة: داليا طلعت
ضيف الشرف: توفيق الحكيم

انتهى عصر القلم ... و بدأ زمن القدم
كلمات قالها الكاتب الراحل توفيق الحكيم عندما قرأ ان بعض لاعبي كرة القدم دور العشرينات يقبضون ملايين الجنيهات فقال حينها:" انتهى زمن القلم و بدأ زمن القدم ... لقد اخذ هذا الاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون " ,فأنا أتصور الاّن جلسة مناقشة أو جدل بين "القلم"-و يعبر عن الثقافة و الفكر و الابداع  و" الكرة" - و تعبر عن .... لا ادري ماذا أقول- ولو كنت بارعة في الشعر لصغت هذا الحوار في أبيات منظمة  ,, ولكن استمعوا لها و احكموا عليها

 يأتي " القلم" في أول الجلسة و قد بدا عليه علامات الحزن و الأسى بعد ما نظر حوله فوجد الناس لايلقون له بالا . فصد الى منصة الحوار و سحب كرسي و جلس عليه بهدوء وهو ينظر حوله متأثرا  ثم طأطأ رأسهفي الأرض .... و بعد برهة انقلبت ساحة الحوار بالضجيج  والهتاف و الورود, فيرفع رأسه فاذا به
يرى " الكرة" قد أتت , فيحييها الناس بحرارةو يحملونها على الأعناق و يغني لها المطربون و يرقص لها الراقصون حتى اجلسوها على كرسي المنصة..... فيشعر القلم بخزي و احباط شديد
يطرق الحكم بالمطرقة .. فيهدأ الضجيج ... و يتوقف الهتاف
و تبدأ المناقشة

تنظر " الكرة" الى القلم في ثقة -لا في غرور - قائلة: انا أول ما يرفع راية الوطن في هذا الزمن
فيرد عليها "القلم" : و أنا أول ما خلق على وجه الأرض قبل أي زمن
لم تعرف الكرة و قتها بم تججيب , فتنظر للناس و تقول : أنا يحبني الناس .... فهل يحبونك الناس؟؟
 أنا يكرمني الناس ... فهل يكرمونك؟؟؟
يرد عليها " القلم" فبقول: يكرمني رب الناس ....الناس ليسوا مقياسا ... فهم أحيانا لايعرفون مصلحتهم
قولي لي ...كيف ترفعين راية الوطن - كما قلتي؟
فتجيب الكرة : عندما أفوز في المباراة أكون قد حققت النصر
فيسألها "القلم": فقط؟؟   فتقول : فقط
فيقول قلمنا : أما أنا فأرفع الوطن بكتاباتي و ابداعي , فتنتشر الثقافة بين الناس و أجعل منهم علماء و مفكرين و ذوي عقليات ناضجة ... أتذكرين أيام مصر الفرعونية ؟ ... ما الذي رفعها و صنع لها الحضارة .. " العلم" أم " الرياضة" ..انتي لستي الا رياضة - مفيدة أحيانا و مسلية أحيانا-  و لكن لا يجب أن يضعك الناس في أكبر من هذا الموضع ... يتعارك الناس , و تتعارك الدول , وتتعارك الشعوب من أجلك

فيطرق الحكم بالمطرقة لتنتهي المناقشة ولكن .... بالرغم من كل هذا لم يتأثر الناس بكلام " القلم" و ظلوا يهللون ل" الكرة" و يهتفون لها
فانزعج القلم بشدة ورفع يده الى السماء شاكيا ( يا رب أ شكوا اليك هواني على الناس) ثم انسحب من المنصة و نظر وراءه قائلا
سوف أرحل عن هذا البلد ... و لن أعود
و هكذا ضاع القلم لسنوات دون أن يشعر به الناس فقد كانوا منشغلين ب""الكرة" و"المسلسلات" و الكلام الفاضي
فساعدونا لنجده

No comments:

Post a Comment