كتبت هذه الحلقة : داليا طلعت
ضيف الشرف : ( مؤمن ) و ( عاصي )
كلنا يعاني من أمراض و أوجاع القلب المؤلمة ... كلنا يريد السمو في الدنيا , و قليلا ما نفكر في اّخرتنا .. قليلا ما نتذكر أن هناك قوة خارقة خفية ترانا و تسمعنا و تعرف ما في قلوبنا , وما نفكر فيه ( و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه ,, و نحن أقرب اليه من حبل الوريد ) سورة ق ... و سوف أحكي قصة - من وحي خيالي - ,, قصة شخصين ,, أحدهما يدعى ( مؤمن ) و الاّخر ( عاصي ) .. يتعرض كلاهما لنفس الظروف و نفس المواقف , و لكن ,,, تختلف التصرفات ,, فما مصيرهما ؟ .. تابعوا معنا ...
( مؤمن ) و ( عاصي ) من أعز الأصدقاء .. عاشا معا على ( الحلوة و المرة ) طوال حياتهم , و لا شئ يستطيع أن يفرقهم سوى ,, ( طريقة التفكير ) , و ذات يوم ,, تقابل ( مؤمن ) مع صديقه ( عاصي ) و معهم بقية أصدقائهم ,, الذين قد أحبّوا مؤمن و أعجبوا بشخصيته للغاية .. اذ أنه خفيف الظل , و سريع البديهة ,, و بعد قليل " أذّن الظهر " ,, فيقول مؤمن : " الظهر أذن ,, مش يللا نصلي ؟ " ,, فينظر الأصدقاء الى بعضهم استهزاءا قائلين : " اييه ده ,, عم الشيخ ( مؤمن ) !! ,, يابني خليك عادي , ايه يعني لو مصلناش ,, متعقدهاش " , يقول ( مؤمن ) : " مش معقدها و لا حاجة ,, دي الصلاة دي المفروض انها أساسي ,, دي فرض " ,, يرد أصدقاؤه : " فرض اييه بس يا عم ,, طب ماشي ,, روح يا عم الشيخ صلّي و احنا مستنينك ,, و ابقى ادعيلنا " ...... فيذهب مؤمن ليصلي وحده بعدما أوجعته تلك الكلمات .
و في يوم اّخر ,, زار ( عاصي ) ( مؤمن ) في مكتبه في شركة من الشركات العالمية ,, و قد عرض عليه مبلغ من المال( " رشوة " و في قول اّخر ... " الشاي " )مقابل تعيين قريبه معه في الشركة ,, و عندما رأى مؤمن هذا المبلغ سأله ,, الفلوس دي بمناسبة اييه ؟ ,, فيرد عليه عاصي قائلا : ده الشاي !! , فيرد عليه مؤمن : " اّاّاّسف ,,, شيل فلوسك , أنا باخد مرتبي من الشركة , و لو قريبك اجتاز اختبارات التدريب هنشغله ,, لو منفعش أكيد مش هنشغله ,,, فلم يكن من ( عاصب ) الا أن يغضب قائلا : " عامل فيها شريف و عندك أمانة أوى ؟؟!! ,,يابني انت أصلا واحد معقد .. و أنا مش عارف انت عايش كدة ازاي ؟؟!!
و ظل مؤمن يتعرض لمثل هذه المواقف من تفضيل " رضا الله " على " مصلحته الشخصية " و من تحمل اهانات و سخرية ,, و قد ربّى أبناءه على تلك المبادئ السامية ..
الى أن جاء اليوم الذي حضر " الموت " فيه كلتا النفسين ... و لكن ,, شتّان تلك اللحظة بين كليهما . فبالنسبة الى ( مؤمن ) , كانت أسعد لحظة لطالما انتظرها طويلا شوقا الى " الله " سبحانه و تعالى , أما بالنسبة الى ( عاصي ) كانت لحظة شديدة مؤلمة , فلأول مرة يشعر فيها بالهيبة و الخيبة ,,, الهيبة من تلك القوة الخارقة التي لطالمة استهان بها و هو في أوج صحته ,,و الخيبة في أن فرّط و قصّر في حقها و لم يقدرها حق قدرها ,, و العمر الذي ضاع هباءا .. و هكذا ,,, وفيت كل نفس ما عملت .
و لكن ,, حدث بعد ذلك أن أبناء ( مؤمن ) - الذين لطالما أخذ يغرس فيهم الخوف من " الله " , و التمسك بالمبادئ -.... قد أضاعوها و فرّطوا فيها ,, ابتعدوا عن الصلاة ,, و قبلوا الرشاوى ,, و عاملوا الناس بمنتهى السوء .
و هكذا ,,,, ضاع الايمان من قلوب الأبناء حتى هانت في أعينهم تلك القوة الخارقة الخفية , و غاب عن ذهنهم رحمته التي وسعت كل شئ , فظاصبحوا فريسة لليأس و الضعف و الاستسلام ,,
( فخلف من بعدهم خلف أضاغوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا , الا من تاب و اّمن و عمل صالحا فأولائك يدخلون الجنة و لا يظلمون شيئا ) سورة مريم .
ضيف الشرف : ( مؤمن ) و ( عاصي )
كلنا يعاني من أمراض و أوجاع القلب المؤلمة ... كلنا يريد السمو في الدنيا , و قليلا ما نفكر في اّخرتنا .. قليلا ما نتذكر أن هناك قوة خارقة خفية ترانا و تسمعنا و تعرف ما في قلوبنا , وما نفكر فيه ( و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه ,, و نحن أقرب اليه من حبل الوريد ) سورة ق ... و سوف أحكي قصة - من وحي خيالي - ,, قصة شخصين ,, أحدهما يدعى ( مؤمن ) و الاّخر ( عاصي ) .. يتعرض كلاهما لنفس الظروف و نفس المواقف , و لكن ,,, تختلف التصرفات ,, فما مصيرهما ؟ .. تابعوا معنا ...
( مؤمن ) و ( عاصي ) من أعز الأصدقاء .. عاشا معا على ( الحلوة و المرة ) طوال حياتهم , و لا شئ يستطيع أن يفرقهم سوى ,, ( طريقة التفكير ) , و ذات يوم ,, تقابل ( مؤمن ) مع صديقه ( عاصي ) و معهم بقية أصدقائهم ,, الذين قد أحبّوا مؤمن و أعجبوا بشخصيته للغاية .. اذ أنه خفيف الظل , و سريع البديهة ,, و بعد قليل " أذّن الظهر " ,, فيقول مؤمن : " الظهر أذن ,, مش يللا نصلي ؟ " ,, فينظر الأصدقاء الى بعضهم استهزاءا قائلين : " اييه ده ,, عم الشيخ ( مؤمن ) !! ,, يابني خليك عادي , ايه يعني لو مصلناش ,, متعقدهاش " , يقول ( مؤمن ) : " مش معقدها و لا حاجة ,, دي الصلاة دي المفروض انها أساسي ,, دي فرض " ,, يرد أصدقاؤه : " فرض اييه بس يا عم ,, طب ماشي ,, روح يا عم الشيخ صلّي و احنا مستنينك ,, و ابقى ادعيلنا " ...... فيذهب مؤمن ليصلي وحده بعدما أوجعته تلك الكلمات .
و في يوم اّخر ,, زار ( عاصي ) ( مؤمن ) في مكتبه في شركة من الشركات العالمية ,, و قد عرض عليه مبلغ من المال( " رشوة " و في قول اّخر ... " الشاي " )مقابل تعيين قريبه معه في الشركة ,, و عندما رأى مؤمن هذا المبلغ سأله ,, الفلوس دي بمناسبة اييه ؟ ,, فيرد عليه عاصي قائلا : ده الشاي !! , فيرد عليه مؤمن : " اّاّاّسف ,,, شيل فلوسك , أنا باخد مرتبي من الشركة , و لو قريبك اجتاز اختبارات التدريب هنشغله ,, لو منفعش أكيد مش هنشغله ,,, فلم يكن من ( عاصب ) الا أن يغضب قائلا : " عامل فيها شريف و عندك أمانة أوى ؟؟!! ,,يابني انت أصلا واحد معقد .. و أنا مش عارف انت عايش كدة ازاي ؟؟!!
و ظل مؤمن يتعرض لمثل هذه المواقف من تفضيل " رضا الله " على " مصلحته الشخصية " و من تحمل اهانات و سخرية ,, و قد ربّى أبناءه على تلك المبادئ السامية ..
الى أن جاء اليوم الذي حضر " الموت " فيه كلتا النفسين ... و لكن ,, شتّان تلك اللحظة بين كليهما . فبالنسبة الى ( مؤمن ) , كانت أسعد لحظة لطالما انتظرها طويلا شوقا الى " الله " سبحانه و تعالى , أما بالنسبة الى ( عاصي ) كانت لحظة شديدة مؤلمة , فلأول مرة يشعر فيها بالهيبة و الخيبة ,,, الهيبة من تلك القوة الخارقة التي لطالمة استهان بها و هو في أوج صحته ,,و الخيبة في أن فرّط و قصّر في حقها و لم يقدرها حق قدرها ,, و العمر الذي ضاع هباءا .. و هكذا ,,, وفيت كل نفس ما عملت .
و لكن ,, حدث بعد ذلك أن أبناء ( مؤمن ) - الذين لطالما أخذ يغرس فيهم الخوف من " الله " , و التمسك بالمبادئ -.... قد أضاعوها و فرّطوا فيها ,, ابتعدوا عن الصلاة ,, و قبلوا الرشاوى ,, و عاملوا الناس بمنتهى السوء .
و هكذا ,,,, ضاع الايمان من قلوب الأبناء حتى هانت في أعينهم تلك القوة الخارقة الخفية , و غاب عن ذهنهم رحمته التي وسعت كل شئ , فظاصبحوا فريسة لليأس و الضعف و الاستسلام ,,
( فخلف من بعدهم خلف أضاغوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا , الا من تاب و اّمن و عمل صالحا فأولائك يدخلون الجنة و لا يظلمون شيئا ) سورة مريم .
No comments:
Post a Comment